الحرب على هرمون التستوستيرون
الحرب ضد التيستوسترون
المحرك الذي لطالما دفع الرجال نحو قرون من الإنجاز و الإبداع، قد بات يتعرض لهجوم كاسر.
و خاصة في العقدين الأخيرين، حيث أنه أصبح عرضة لعدة محاولات إقصاء من شتى المصادر، كالمواد الغذائية المصنعة، الكيماويات، وهيمنة التكنولوجيا...
وهذا ما تسبب في انتشار نقيضه، ليتحول الأمر من محاولة القضاء على السمات الذكورية، الى عملية نشر السمات الأنثوية.
التستوستيرون هو محرك الرجال في مختلف جوانب الحياة، و تأثيراته عديدة و شاملة على كل من الجسد والعقل.
هنالك معلومات شائعة حول هذا الهرمون، قد ناقشناها سابقا في المقاطع الماثلة على الشاشة، مثل
زيادة الثقة، تحسين المزاج، و رفع القوة العامة.
إلا أن هنالك تأثيرات و تمار أخرى في منتهى القوة و الأهمية، لم يتم التطرق لها سابقا، و ذلك ما سنناقشه في هذا المقطع.
لذا دعونا نكتشف هذه، التأثيرات، والى ماذا يتحول الرجل عندما يكون التستوستيرون في ذروته،
ولماذا يسعى العالم جاهدا لتدميره...
لنبدأ بالجانب النفسي و الشخصي!
# الطموح، الدافع إلى المكانة، والهيمنة!
دائما ما يعرض في الأفلام، أن الرئيس أو الزعيم هو الشخصية ذات الطابع الرجولي التي تتمتع بأكبر قدر من الاحترام والهيبة، كما أن من أقوى صفاته هو السعي الدائم للتفوق على خصومه و فرض هيمنته و قوته.
سلوك كهذا بالذات هو نتاج لارتفاع الهرمون الذكري، لكن كيف؟
ارتفاع التستوستيرون يغذي العزيمة والطموح للتفوق و الهيمنة، كما يمنح الطاقة اللازمة للسعي لتحقيق ذلك، هذه المعادلة تتسبب في إنتاج آلة عنيدة لا تتوقف عن الكفاح و العمل، نظرا لإيقاض الغريزة الذكورية، لإثبات من هو الأفضل.
في الطبيعة، تتعلق هذه الميزة التنافسية بالعدوانية والرغبة في إثبات من هو الأقوى.
لكن يمكن أيضًا ترجمتها إلى الرغبة في الهيمنة في الرياضة مثلا، التفوق في منافسة ما، او الازدهار في المكانة الاجتماعية.
*وهذا بحسب دراسة بعنوان "تأثيرات المنافسة ونتائجها على هرمون التستوستيرون.
لا ننسى أن هذا الهرمون يغذي المكافح بقدرات ذهنية أخرى لا تقل قيمة، مثل التركيز الحاد والذكاء المطلوب لحساب كل خطوة، مع تنفيذها بكل شجاعة وإحكام.
و هذا يسمى بشجاعة المخاطرة، وهو بدوره تأثير آخر قوي ناتج عن ارتفاع الهرمون الذكري، ويكون أساسا نتائجا عن ارتفاع الثقة بالنفس بسبب انخفاض استجابة الدماغ للخوف.
هذه ليست سوى شجاعة تجاه المواقف الخطرة، بل هي القدرة على اتخاد خطوات محسوبة في مختلف المجالات، دون القلق حول النتائج، و عادة ما تكون مدعومة بميزة التفاؤل والإيجابية،
تأثير آخر ناتج بدوره عن ارتفاع الهرمون الذكري.
هذا التأثير الذي يقوم بردع أعراض القلق و الإكتئاب،
هو بسبب قضاء التستوستيرون على الكورتيزول.
و عندما تسود مثل هذه الصفات في عقلية المرء، فإن ذلك يفسح المجال لهذه الصفة القوية،
وهي الوعي المكاني والتفكير الإبداعي!
وهو سلاح في منتهى القوة، يمكن استخدامه للتفوق في العمل والعديد من مسارات الحياة،
حسب دراسة عنوانها القدرة المكانية والتأثير الهرموني، يؤثر الهرمون الذكري على التفكير المكاني - والذي يعني القدرة على فهم الأشياء والتلاعب بها، وهي سمة تسهل الابتكار وحل القدرة على حل المشاكل، في الأعمال، يعني أنه أيًا كان مجال عملك، ستكون فيه أكثر إبداعًا.
إضافة لهذا التأثير المميز، قوة التواصل!
من الشائع أن التستوستيرون يتلاعب بقوة الشخصية، عند انخفاضه يؤثر سلبًا على الشخصية، وعند ارتفاعها فإنه يقويها وينمحها ثقة رجولية.
تلعب هذه الصفة دورها على أفضل وجه عند لحظات التواصل، ما يكمل أيضًا دور الهرمون في الهيمنة والقيادة، و تعزيز قدرة المرء على التأثير في الآخرين.
كل ما تم ذكره هي مجرد تأثيرات عقلية أو نفسية، فماذا عن التأثيرات الصحية؟
من بين التمار الشائعة و التي ناقشتها سابقًا، هنالك التأثير الإيجابي على كل من الصحة الجنسية، قوة العضلات وصحة العظام، ومستويات الطاقة.
إلا أن هنالك أخرى لا تقل قيمة، وهي كالتالي...
#من الشائع أن الرياضة تحسن جهاز المناعة، تجدر الإشارة الى أن التستوستيرون له يد في ذلك، حيث أنه عندما يكون في افضل مستوياته، يقوم بتحسين تدفق الدم وإنتاج أكسيد النيتريك، والذي بخلاف المناعة، يعزز أيضًا صحة الأوعية الدموية.
إضافة إلى ذلك! يتمتع محرك الرجال، بتأثير مضاد للالتهابات يمكن أن يساهم في التعافي بشكل أسرع من الإصابات. هذا التأثير يساعد في إصلاح الأنسجة بسرعة، ما يؤدي إلى التئام الجروح بشكل وجيز.
كما تشير بعض الدراسات أيضًا إلى أن هذا الهرمون يمكن أن يؤدي الى شحذ القدرات الحسية، مثل الشم والبصر.
وأخيرًا وليس آخرًا، هذا الهرمون يحافظ على شباب الرجل!
وفقا لدراسة تدعى، هرمون التستوستيرون والوظيفة الإدراكية لدى الرجال المسنين، من مجلة علم الأعصاب الإدراكي.
فإن هذا الهرمون له تأثيرات مضادة للشيخوخة عندما يكون في مستوى جيد، وذلك بالحفاظ على الطاقة الشبابية، وكتلة العضلات، ومرونة الجلد، و الصحة الحيوية بشكل عام، و كل ذلك يؤدي الى إبطاء التأثيرات المرئية والداخلية للشيخوخة.
إذا كنت ترغب في الحصول على مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، يمكنك العثور عليها في المقطع على الشاشة.
دعونا الآن ننتقل إلى الجزء الذي ينتظره كل معظمكم... كيف يمكن رفع الهرمون الذكري إلى أعلى مستوياته؟
التستوستيرون هو هرمون ثمين للغاية، لذا فإن اكتسابه في ذروته، يتطلب أيضًا القيام بأفعال لا تقل ثمنا، الأمر يستوفيبعض الانضباط!
على أي حال، إليك بعض الطرق الأكثر قوة و فعالية...
لنبدأ بالاستراتيجيات البدنية...
دائمًا ما أشير الى أن أفضل الأنشطة البدنية لرفع التستوستيرون إلى ذروته هي تدريبات القوة، و التمارين المتقطعة عالية الكثافة.
نعم، الرياضة بشكل عام مفيدة لهذا الغرض، لكن هاتين الاستراتيجيتين، هما الأفضل!
تدريب القوة يعني القيام بالتمرين بوزن ثقيل لا يسمح لك بتجاوز 8 تكرارات كحد أقصى، ومن أفضل تمارين هذا النوع، هنالك القرفصاء، ورفع الرفعة الميتة، وضغط على المقعد.
أما بالنسبة للتدريب المتقطع عالي الكثافة.
فهو يعني القيام بفترات قصيرة من النشاط المكثف تليها فترات راحة وجيزة، وأقل مثال على ذلك هو الجري بأقصى سرعة، ثم التوقف لوقت قصير، ثم التكرار.
لماذا هذه الطرق فعالة؟ لأن الكثافة والحمل الزائد التدريجي يحفزان إطلاق هرمون التستوستيرون.
ولكن لا تنسَ الحصول على وقت كافٍ للراحة والتعافي، فالتدريب الجيد و النوم الجيد، يعني ارتفاع التستوستيرون بشكل جيد.
لننتقل إلى الاستراتيجيات الغذائية!
ركز على الأغذية التي تحتوي على البروتين والدهون عالية الجودة، الزنك والمغنيسيوم وفيتامين D.
مثل الأسماك الدهنية، البيض والمكسرات والبذور، لحوم الأبقار و الدواجن.
كلها أغذية تدعم الصحة العامة، بما في ذلك نمو العضلات وتنظيم الهرمونات.
كما يجب التركيز على الحد من تناول السكريات والكربوهيدرات.
حيث أن تناول كميات كبيرة من السكر يمكن أن تزيد من الأنسولين وتتسبب في خفض مستويات التستوستيرون.
و ضع في اعتبارك أن المخدرات هي العدو اللدود للهرمون الذكري، فإذا كنت تعاني من إدمان ما، عليك بالتفكير في الإقلاع عنه.
الآن لننتقل إلى نمط الحياة!
أعلم أنه أمر صعب خاصة خلال الأيام الباردة، ولكن التعرض للبرد يحسن تدفق الدم، و قد يحفز إفراز هرمون التستوستيرون، يعني أنه عليك التفكير في أهمية أخد حمام بارد.
أيضا حاول قدر الإمكان التحكم في مستويات التوتر.
فهذا الأخير يتسبب في ارتفاع هرمون الكورتيزول، وهو هرمون يقمع تأثيرات التستوستيرون مباشرة عند تفاقمه، لذلك إبقى إيجابيًا!
استراتيجيات فريدة أخرى أود اقتراحها،
حاول المشاركة في أنشطة ذات طابع تنافسي، مثل الرياضات التنافسية، حيث أن المنافسة تعمل بشكل طبيعي على زيادة مستويات هرمون التستوستيرون، خاصة إذا فزت.
وأخيرًا وليس آخرًا، يجب أن تكون لديك غاية!
إذا كنت مثلا تهدف إلى بناء لياقة بدنية جيدة في المستقبل، فهذه غاية.
العيش مع الشعور بالغاية أو الهدف، هو إحساس يرفع مستوى هرمون التستوستيرون بشكل طبيعي، لأنه يربط أفعالك بالدوافع الأساسية للإنجاز و التفوق.
التستوستيرون هو المحرك الخفي الذي يدير كلا من طاقتك، و طموحك، وإبداعك، واذا كنت تسعى لتحقيق أقصى إمكاناتك، عليك أن تهتم بهذا المحرك.
فالطريق نحو الرجولة الكاملة، القوة، والهيمنة، يبدأ من هنا: وجه طاقتك نحو غاية سامية، اهتم بصحتك، و انضبط في نمط حياتك.
فالرجل الحقيقي لا يخضع، بل يقود، و أول من يجدر بك قيادته، هو أنت!

تعليقات
إرسال تعليق