مايك تايسون والنوفاب : كيف حول طاقته الجنسية الى قوة مدمرة | Nofap Mike Tyson
أسطورة الملاكمة و النوفاب
في احدى الأحياء الفقيرة بمدينة نيويورك، عام 1966، وُلِد طفلٌ قُدِّر له أن ينضم إلى صفوف نخبة المحاربين في التاريخ، و هو... مايكل جيرارد تايسون.
منذ صغره، عاش تايسون حياة مليئة بالمشاكل و الفوضى، فقد فتح عينيه امام عالم مليء بالعنف و الاهمال، كما أنه قد كان من السهل أن يسقط في فخ الجريمة الذي أحاط به من كل جانب، إلا أنه وجد خلاصه نحو طريق الفن النبيل، نتيجة اقتدائه بالأسطورة محمد علي رحمه الله، آملا أن يحفر اسمه في قائمة أفضل الملاكمين في التاريخ.
لكن هذا الاختيار لم يكن مجرد طريق نحو الحلبة، بل كان طريقاً نحو رجلٍ سيغير حياته إلى الأبد، الا وهو مدرب الملاكمة العبقري، كاس داماتو، الرجل الذي أصبح أباً روحيا لمايك، و الذي أنقذه من حياة المراهقة المضطربة، ليصبح مدربا و مرشدًا له.
لم يكن كاس داماتو مجرد مدرب عادي، فقد اشتهر بفلسفته و تفكيره خارج الصندوق، ونهجه الثوري في علم الملاكمة، و الذي إنعكس على تلميذه عبر تعليمه كيفية استغلال قدرات عقلية لا يصل إليها معظم المقاتلين.
كما أنه كان معروفًا بأساليبه الفريدة وتقنياته الذكية ونظام تدريبه الصارم.
ولم تعتمد طرق تدريبه فقط على القوة و تحسين التقنيات، بل كانت تعتمد على الانضباط النفسي و استخدام القدرات الذهنية بذكاء.
هو لم يُعلّم مايك كيفية اللكم بقوة فحسب، بل علمه كيفية التفكير وكأنه بطل قبل ان يتمكن من تحقيق ذلك حتى، اضافة لكيفية توجيه طاقته الخام وعدوانيته نحو قوة لا يمكن إيقافها، ليصبح واحدًا من أكثر المقاتلين رعبًا.
فعدى عن تزويده بنظام تدريبي مكثف و فعال، كان من بين الاسلحة الأكثر فتكا التي قدمها كاس دماتو لتايسن، هو **أسلوب البيك-آ-بو**Peek-a-Boo، وهو تقنية دفاعية تُمكنه من التحرك بسرعة وخفة مع تفادي الضربات، بينما يستعد في الوقت ذاته لتوجيه لكمات مضادة في منتهى القوة.
هذا الأسلوب الفريد، عندما اقترن بـ **القوة المتفجرة** لمايك وعدوانيته **الخام**، جعله قوة لا تُقاوم.
#الحفاظ على الطاقة الحيوية!
جدير بالذكر ان تعليمات دماتو لم تقتصر على تقنيات الملاكمة فقط.
بل طالبه بمستوى أعلى من الانضباط، يتجاوز حدود الحلبة.
حيث أمره حرفيا بالابتعاد عن أي سلوك جنسي في تلك الفترة و الاحتفاظ بطاقته الحيوية.
لأنه كان يؤمن بأن إهدار هذه الطاقة يضعف الجسم والعقل، ويسلب المقاتل قوته وتركيزه ودافعه.
لذلك وضع كاس قاعدة لمايك الشاب: لا نشاط جنسي في رحلة السعي وراء البطولة.
فإذا أراد أن يصبح بطل العالم، فعليه أن يوجه كامل طاقته نحو التدريب وتطوير مهاراته.
ولم يكن أمام الفتى دو الخامسة عشر عامًا، القادم من رحم الفقر والمعاناة باحثًا عن المجد والقوة، خيارٌ آخر سوى أن يقبل.
فهل أثر ذلك بالفعل على مايك تايسون؟ دعونا نكتشف...
أصبح مايك ملاكمًا محترفًا في سن الخامسة عشرة، خاض العديد من المعارك مع عدة عمالقة، و قد تألق في ذلك، فقد اجتاح عالم الملاكمة بوحشية لم يُرَ مثلها من قبل.
بالطبع هو كان يمتلك تقنية فريدة لا يستطيع أحد تقليدها، اضافة لذكائه في استخدامها، لكن القوة الانفجارية التي كان يمتلكها في لكماته كانت بلا مثيل.
فعلى الرغم من صغر حجمه مقارنة بالعمالقة الذين واجههم، كانت لكمات تايسون قادرة على إرسال هؤلاء الرجال طائرين كما لو كانوا مجرد دمى في الحلبة.
اضافة الى العدوانية المرعبة التي تميز بها، فهو لم يكن ملاكمًا مملا يبحث عن الفوز بالنقاط و قرار الحكام، بل كان محاربا يخوض المعركة بهدف تحطيم خصمه،
و مع بلوغه سن العشرين، تمكن تايسون من تحقيق ما بدا مستحيلًا: حيث أصبح أصغر بطل للوزن الثقيل في تاريخ الملاكمة.
هناك صفتان أساسيتان جعلتا تايسون مقاتلًا استثنائيًا بجانب احترافيته: قوته الهائلة وعدوانيته التي لا تنضب.
صفتان يمكن لأي شخص تحقيقهما من خلال الانضباط، التدريب المكثف، والحفاظ على طاقته الحيوية.
#قوة الارادة و التغلب على الذات!
وفقا لتصريحاته فقد حافظ مايك على طاقته الحيوية لمدة خمس سنوات بأكملها.
تلك الإرادة الحديدية، التي غذّتها معاناة طفولته القاسية، كانت هي قوته الدافعة، حيث أنه نجح في تحويل اضطراباته الداخلية إلى قوة فتاكة.
وبدلاً من السماح لتلك الاضطرابات بأن تستهلكه، قام باستهلاكها و تحويلها إلى دافع لتحقيق النجاح، مشيرا الى أن سعيه و راء المجد كان اكبر حافز له.
فعندما تسعى إلى الانضباط في التدريب، أو في رحلة النوفاب (NOFAP)، أو أيا كان،
احرص على استخدام التحفيز الذاتي، عبر تغذية هذا الانضباط بدافع لتحقيق شيء أعظم.
تخيل كيف يمكن أن تتحول حياتك إذا قمت بتركيز كامل جهودك نحو هدف أكبر، هذا ما يسمى بالتحفيز الذاتي، اذا نجحت في اثقانه، فذلك سيمهد لك طريق لتحقيق النجاح!
النجاح ليس ماديًا فقط—بل هو عقلي، إذا تمكنت من تحقيقه، ستأتيك جميع أشكال النجاح الأخرى.
فعندما أوصيك بالتحرر من العادات الضارة وممارسة التحكم الذاتي، والانضباط، واحتضان المعرفة وما إلى ذلك، أقول لك ذلك لأنني أؤمن أن ذلك سيساعدك على تحقيق النجاح العقلي.
فمثلا الحفاظ على الطاقة الجنسية لن يمنحك النجاح بحد ذاته، ولكنه سيمنحك العقلية التي ستقودك إليه.
#فلسفة الجانب المظلم!
حسب الطبيب النفسي كارل يونج، فإن الجانب المظلم، أو كما أشار له بمفهوم "الظل" و الذي هو جزء من علم النفس التحليلي الخاص به.
هو من احدى الأجزاء اللاواعية والمكبوتة من شخصيتنا، وغالباً ما يجسد دوافعنا ورغباتنا المظلمة. اعتقد يونج أن الاعتراف بالظل ودمجه هو أمر أساسي لتحقيق النمو الشخصي والوعي الذاتي. بينما أن الفشل في القيام بذلك يمكن أن يؤدي عواقب وخيمة.
فكل واحد منا يحمل جانبًا مظلمًا بداخله، جانبًا مليئًا بالطاقة السوداء. البعض يسمح لهذه الطاقة بتدميره، في حين أن هنالك من يتمكن من تسخيرها لصالحه.
فمن خلال ارشادات كاس داماتو الفلسفية، قد تعلم تايسون كيفية استخدام هذا الجانب المظلم. حيث أنه كشف في مقابلة له أنه كان يجهش بالبكاء قبل خوض كل قتال، لأنه كان يعلم أنه على وشك أن يتحول إلى شخص آخر—إلى المقاتل... الجانب المظلم من نفسه. و الدمار الذي تعرض له خصومه اثناء مواجهته كان نابعا من ذاك الجانب.
حيث أن لكماته لم تكن مجرد مهارة، بل كانت مدفوعة بقوة مظلمة بداخله، غضب كان يتحكم فيه بعناية ويصوبه نحو أعدائه في الحلبة.
كل واحد منا يمتلك جانبًا مظلمًا، ولكن السؤال الحقيقي هو: هل يمكنك السيطرة عليه عندما يظهر؟ هل يمكنك الاستفادة منه مثل ما فعل تايسون؟
رجلان يواجهان المصاعب.
الأول يختار طريق الراحة المؤقتة، عبر اللجوء إلى المخدرات، و الكحول أو الإباحية، بغية لتخفيف الألم.
بينما الثاني فيبحث عن الراحة في الإيمان، و عوضا عن استسلامه امام جانبه المظلم، يقوم بتفريغه صوب التدريب المكثف و السعي المستمر وراء إيجاد الحلول.
هذا الشخص يسير على طريق النجاة، وكل خطوة يخطوها تقربه من مستقبل أفضل.
في حين أن الآخر يغرق أكثر في مأساته عبر استلامه لجانبه المظلم، و كل خطوة يتخذها، تزيده غرقا.
فأي واحد تريد أن تكون؟
عندما تسوء الأوضاع، لا تبحث عن ملاذ في العادات التي ستزيد من مشاكلك، لا تسمح للجانب المظلم باستهلاكك و التحكم بك.
بل كن أنت من يتحكم به، ووجهه نحو مصلحتك.
قصة تايسون هي أكثر من مجرد قصة عن ملاكم ناجح. بل هي قصة عن الانضباط، التحكم الذاتي، التغلب على الذات، وتوجيه الطاقة نحو هدف أعظم.
فنشأته في محيط الجريمة والفقر، في ظل غياب والده، وأمه التي كانت تعاني من الإدمان، و التنمر المستمر الذي عانا منه.
كان بإمكانها أن تقوده نحو السير في طريق الظلام بسهولة، لكنه اختار أن يشقه طريقه نحو النجاة و تحقيق المجد، محولًا كل غضب المعاناة التي عاشها إلى دافع استخدمه في تدريباته.
فكل شخص يمر بصعوبات، لكن النجاح الحقيقي هو في كيفية التعامل مع تلك الصعوبات. إذا تمكنت من تحويل ألمك وغضبك إلى دافع إيجابي، ووضعت أمامك هدفًا ساميًا، فإن النجاح يصبح مسألة وقت.
لذلك فإن مايك تايسون هو شهادة حية على ما يمكن أن يحققه الإنسان عندما يوجه طاقته نحو **هدف أعظم**.
آمل أن تتعلم شيئًا من انضباطه وتضحياته.
عندما تمضي قدمًا في حياتك، سواء من خلال التدريب، أو في رحلة النوفاب، أو أي ممارسة للتطوير الذاتي، تذكر أن الانضباط تغديه الغاية.
فبغض النظر عن الظروف و الصراعات، يجب تحافظ على غاية في ذهنك تلتزم بتحقيقها. فبمجرد ان تتمكن من تثبيت تلك الغاية امام عينيك.
جميع الممارسات الأخرى
ستجد نفسك تقوم جميع الممارسات الأخرى بسهولة، لأن الغاية التي في ذهنك، ستصبح مصدر الوقود الذي يغذي انضباطك في رحلة التطور.
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته.
رابط المقطع 🔥👇
تعليقات
إرسال تعليق